واعتبارا لما تقتضيه التنمية البشرية، من تكامل بين مقوماتها المادية والمعنوية، فإننا حريصون على إعطاء الثقافة ما تستحقه من عناية واهتمام، إيمانا منا بأنها قوام التلاحم بين أبناء الأمة، ومرآة هويتها وأصالتها.
ولما كان المغرب غنيا بهويته، المتعددة الروافد اللغوية والإثنية، ويملك رصيداً ثقافيا وفنيا، جديراً بالإعجاب، فإنه يتعين على القطاع الثقافي أن يجسد هذا التنوع، ويشجع كل أصناف التعبير الإبداعي، سواء منها ما يلائم تراثنا العريق، أو الذوق العصري، بمختلف أنماطه وفنونه، في تكامل بين التقاليد الأصيلة، والإبداعات العصرية.
ولن يتم حفاظنا على هويتنا، وصيانتها من مخاطر الانغلاق والتحريف، إلا بالفهم السليم لديننا. ومن ثم ما فتئنا، منذ اعتلائنا العرش، حريصين، بصفتنا أميرا للمؤمنين، وحاميا لحمى الملة والدين، على صيانة الهوية الإسلامية لشعبنا، باعتبارها تشكل نموذجا مغربيا متميزا في الممارسة للإسلام، عقيدة سمحة ووحدة مذهبية مالكية، قائمة على الوسطية والاعتدال. وتفعيلا لهذا التوجه، قمنا بإطلاق “استراتيجية” للنهوض بالشأن الديني، عززناها بخطة “ميثاق العلماء”، جاعلين في مقدمة أهدافها، توفير الأمن الروحي للمملكة، والحفاظ على الهوية الإسلامية المغربية.
في أواخر عام 2023، انطلقت شرارة “جمعية حروف الآلة” في قلب الدار البيضاء. تجمع هذه الجمعية نخبة من الباحثين والموسيقيين، بهدف إنشاء بوابة شاملة لتجميع وتوثيق كل ألوان الموسيقى المغربية الأصيلة، وذلك من خلال أول موقع إلكتروني متخصص في هذا المجال.
من بين أهدافها الأساسية :
“نحن في جمعية حروف الآلة نؤمن بأن الحفاظ على التراث الموسيقي المغربي هو مسؤولية مشتركة. من هذا المنطلق، ندعوكم جميعًا للانخراط في هذا المشروع الوطني، والمساهمة في إنجاح منصتنا الإلكترونية. إنها منصة مفتوحة للجميع، تهدف إلى جمع وتوثيق كل ما هو جميل في موسيقانا المغربية، وتقديمه للأجيال القادمة.”
موقع حروف الآلة متخصص في توثيق التراث الموسيقي المغربي، يهدف إلى توفير منصة علمية شاملة للباحثين والهواة المهتمين بهذا المجال. يقدم الموقع محتوى علمياً متعمقاً حول مختلف جوانب الموروث الموسيقي المغربي، دون الخوض في الأخبار أو الإعلام العام
جمعية حروف الآلة للموروث الموسيقي المغربي. كل الحقوق محفوظة. ©2024
لتوفير أفضل التجارب، يستخدم موقع حروف الآلة للموروث الموسيقي المغربي تقنيات مثل ملفات تعريف الارتباط لتخزين و/أو الوصول إلى معلومات الجهاز. ستسمح لنا الموافقة على هذه التقنيات بمعالجة البيانات مثل سلوك التصفح أو المعرفات الفريدة على هذا الموقع. قد يؤثر عدم الموافقة أو سحب الموافقة سلبًا على ميزات ووظائف معينة.